حين يتعالي صراخ طفلك الرضيع الذي لا يتجاوز عمره الثلاث سنوات فإعلمي أنه قد لا يستطيع الإفصاح عن سبب صراخه، لذلك فعليك كأم معرفة أن هذا البكاء هو وسيلته الأسهل في التعبير عن رأيه ومشاعره، أيضا هي وسيلته الوحيدة إلي لفت أنظار الآخرين إليه وجذب إنتباههم حتي لو لم يكن يعاني شيئا.
عليها أيضا أن تمتنع عن نهره أو ضربه وألا تزيد من عصبيتها عليه حتي لا يزيد بكاؤه وعصبيته وحتي لا يصاب بالتبول اللا إرادي وعدم القدرة علي الحوار في سن المدرسة!!
د.مني عمران أستاذ علم النفس بمعهد الدراسات العليا للطفولة بجامعة عين شمس تفسر أسباب صراخ الطفل الرضيع وكيفية التعامل معه وتقول إن صراخ الطفل الرضيع لا يعني أنه يعاني العصبية علي الإطلاق إنما هو دليل علي عدم شعوره بالراحة، فقد يكون متعبا أو يغالبه النوم أو يشعر بالجوع أو يعاني آلاما بجسده، وفي هذه الحالة علي الأم أن تداوي السبب الرئيسي للبكاء وأن تحيطه بمزيد من الحنان خاصة إذا كان سبب البكاء هو الشعور بالخوف وفقدان الشعور بالأمان، وكثير من حالات عصبية الطفل قد لا تحتاج سوي من حضن الأم ليصمت عن الصراخ، ومن هنا تؤكد د. مني علي أهمية دور الأم في معرفة الأسباب الحقيقية التي تؤدي إلي هذا السلوك العصبي لطفلها وإزالة الأسباب التي أدت إلي هذه العصبية، فمثلا إذا كان سبب الصراخ هو رفضه للطعام لعدم حاجته أو لألم بمعدته أو لعدم إستساغته له، فعليها أن تجعل من عملية الطعام عملية ممتعة بترغيبه فيه بلعبة يلهو بها أثناء تناوله له أو بحكي حكاية ترغبه في الطعام المفيد لعمره.
وتحذر الأم من إستخدام أسلوب الترهيب لطفلها كي يكف عن الصراخ أو البكاء، لأن ذلك يزيد من عصبيته ليصبح طفلا عداونيا عندما يكبر يفتقد دائما القدرة علي الحوار في سن المدرسة، بالإضافة لتعرضه لمرض التبول اللارادي أو عادة مص الأصبع أو الحركات المتتابعة بضرب الأرض بالقدمين أو ضرب الرأس بشكل منتظم في الحائط، وعلي الأم محاولة إخراجه من حالة عصبيته ونوبات البكاء المستمرة بأسلوب غير مباشر بتهدئته أولا، ثم بشغله بشيء آخر يفعله.
وأخيرا تنصح بإتباع أساليب الهدوء والحب والصبر مع الطفل أثناء صراخه حتي لا تزيد من خوفه، مع الحرص علي عدم توبيخه وإهانته اللذين يقللان من تقديره لذاته ليس في سنين عمره الأولي ولكن مدي الحياة.
الكاتب: سحر الابيض.
المصدر: جريدة الأهرام اليومي.